القفطان المغربي والقفطان الجزائري: رحلة في عالم الأناقة والتراث

 

القفطان، قطعة الملابس التقليدية التي تتألق في منطقة المغرب العربي، لطالما كان محور نقاش وجدل حول أصوله وهويته.

القفطان، قطعة الملابس التقليدية التي تتألق في منطقة المغرب العربي، لطالما كان محور نقاش وجدل حول أصوله وهويته. هل هو مغربي أم جزائري؟ وما هي الفروق الدقيقة التي تميز كل نسخة عن الأخرى؟ في هذه المقالة، سنتعمق في تاريخ القفطان، ونستكشف أصوله، ونسلط الضوء على الاختلافات بين القفطان المغربي والقفطان الجزائري، مع الأخذ في الاعتبار الجدل الدائر حول تسجيله في اليونسكو .

أصل القفطان: هل هو مغربي أم جزائري؟

يعود أصل كلمة "قفطان" إلى اللغة التركية، وهي مشتقة من الكلمة الفارسية "خفتان"، وتعني "ثوب من القطن يلبس فوق الدرع". تاريخيًا، ارتبط القفطان بالملوك والسلاطين في الدولة العثمانية، قبل أن ينتشر في منطقة المغرب العربي .

في المغرب، يعود ظهور القفطان إلى القرن الثاني عشر، خلال عهد الدولة الموحدية. كان لباسًا مهيبًا يرتديه السلاطين، ثم انتقل إلى النساء ليصبح رمزًا للأناقة والجمال . أما في الجزائر، فيُقال إن العثمانيين أدخلوا القفطان في القرن الخامس عشر .

ومع ذلك، يرى بعض الباحثين أن القفطان تطور في المغرب بشكل أكبر، نظرًا للتطور الذي شهدته المدن المغربية في المنطقة . ويشيرون إلى أن "الشكل الحالي للقفطان مغربي، وما يوجد في الجزائر على جماليته، نسخة منه" .

القفطان المغربي: فخامة وأناقة عريقة

يعتبر القفطان المغربي تجسيدًا للفخامة والأناقة، حيث يُصنع من أجود الأقمشة مثل الحرير والمخمل، ويُزين بتطريزات ذهبية وفضية، بالإضافة إلى الفصوص واللؤلؤ والخرز. يتميز القفطان المغربي بتصاميمه المتنوعة، مثل القفاطين القصيرة المعروفة باسم "الجلابة"، والقفاطين الطويلة المعروفة باسم "الكوتشة" .

تتميز كل مدينة مغربية بنوع خاص من القفطان، مثل "قفطان النطع الفاسي"، و"قفطان الخريب الفاسي"، و"القفطان الرباطي القديم"، و"القفطان السلاوي". كما يوجد "القفطان المغربي العصري" الذي يواكب أحدث صيحات الموضة .

القفطان الجزائري: أصالة وتنوع

يتميز القفطان الجزائري أيضًا بأصالته وتنوعه، حيث توجد أنواع مختلفة مثل "قفطان القرنفلة"، و"قفطان الباي"، و"قفطان القاضي"، و"قفطان الشدة التلمسانية". يعتمد القفطان الجزائري على الأقمشة الفاخرة والتصاميم المختلفة، وتكون أكمامه أقصر قليلًا .

يعتبر "قفطان القاضي" من أشهر أنواع القفطان الجزائري، وهو مصنوع من المخمل ومطرز بخيوط الذهب الأصلية . يتميز هذا القفطان بأكمامه الطويلة والعريضة، ويُلبس مع تاج الفتلة والمقيس والمساس والجوهر.

هل القفطان مسجل في اليونسكو باسم المغرب؟

في السنوات الأخيرة، اشتد الجدل بين المغرب والجزائر حول تسجيل القفطان في اليونسكو . في عام 2023، أودع المغرب رسميًا ملف تسجيل "التقاليد والمهارات المرتبطة بفن القفطان" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو.

في المقابل، لم تقدم الجزائر طلبًا لتسجيل القفطان كزي قائم بذاته، لكنها ضمنت أحد أنواعه، وهو "القفطان المطرز بالمجبود"، كزينة مُلحقة بزي "الڤندورة" في ملف تسجيل زيي "الڤندورة والملحفة" .

في ديسمبر 2024، نجح المغرب في إزالة صورة لقفطان "النطع" الفاسي من الملف الجزائري المتعلق بـ "الزي النسائي الاحتفالي في شرق الجزائر الكبير" .

وبحسب آخر التقارير، يستعد المغرب لتسجيل القفطان ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو خلال عام 2025.

ماذا سجل المغرب في اليونسكو 2025؟

حتى الآن، لم يتم الإعلان رسميًا عن تسجيل القفطان المغربي في اليونسكو. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن ذلك سيحدث خلال الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، التي ستعقد في دجنبر 2025 .

تجدر الإشارة إلى أن المغرب يشارك في مشروع اليونسكو الذي يهدف إلى نشر "أطلس دولي للتراث الغذائي"، بالإضافة إلى منصة رقمية لحماية التراث الغذائي ونقله إلى الأجيال القادمة .

القفطان المغربي للرجال: أناقة عصرية

لم يعد القفطان حكرًا على النساء، بل أصبح الرجال أيضًا يرتدونه في المناسبات الخاصة والأعياد . يتميز "القفطان المغربي للرجال" بتصاميمه العصرية والأنيقة، ويُصنع من أقمشة خفيفة ومريحة .

قفطان مغربي عصري: لمسة من التجديد

يحرص المصممون المغاربة على تقديم تصاميم عصرية للقفطان، مع الحفاظ على الأصالة والتراث . يتميز "القفطان المغربي العصري" بألوانه الزاهية وتفاصيله المميزة، ويناسب جميع الأذواق .

قفطان مغربي فخم: للمناسبات الخاصة

يُعتبر "القفطان المغربي الفخم" الخيار الأمثل للمناسبات الخاصة والأعراس . يتميز هذا النوع من القفطان بتطريزاته الملكية وأقمشته الفاخرة، مما يمنح المرأة إطلالة استثنائية .

في الختام، يبقى القفطان رمزًا للأناقة والتراث في منطقة المغرب العربي، سواء كان مغربيًا أو جزائريًا. ورغم الاختلافات الطفيفة في التصاميم والأنواع، إلا أن القفطان يظل قطعة الملابس التي تعكس هوية المنطقة وتاريخها العريق.